المحبة مجاناً
كورونثوس الأولى 9 : 7 - 22
و هذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكاً فيه ( 1 كورنثوس 9 : 23 ) .
كانت إحدى النساء في حاجة ماسة إلى كلية تُزرع لها . وكانت تفقد الرجاء لصعوبة وجود متبرع مناسب . ثم ومض الأمل في أفق حياتها ، إذ تقدم أخوها ليكون هو المتبرع . وبدا أن هذه التضحية الذاتية توفر الحل الأمثل ، و لا سيما لأن في نوعيّ الدم المتوافقين ما يتيح نجاح العملية الجراحية بنسبة تكاد تكون مئة في المئة . إلا أنه حدث ما لم يكن في الحسبان . فقد أبدى الأخ استعداده للتبرع بكليته ، ولكنه طلب مبلغ 25000 دولار "تعويضاُ عن الضغط النفسي الذي سيعانيه" كما قال . إذ ذاك رفضت أخته طلبه و قررت المجازفة بانتظار متبرع آخر ، وقد ساءها جداً دافع الربح المادي الواضح . هذه الحادثة تشكل إيضاحاً مناسباً لمبدأين روحيين مؤكدين في الأصحاح التاسع من 1 كورنثوس : أولهما أن العامل يستحق أن يتقاضى أجراً لقاء أتعابه ( ع 14 ) ، و الثاني أن إسداء الخدمة للآخرين مجاناً يكون في بعض الأحيان العمل الموافق الوحيد ( ع 18 ) . ففي ما يتعلق ببولس الرسول ، يبدو أنه أراد لتضحيته الذاتية أن تكون شهادة لنزاهته و التزامه التبشير على كل حال . وقد شعر أن رغبته في خدمة الكورنثيين تتحقق على أفضل وجه بجعله نفسه قدوة في الإيمان و المحبة بغير أية اعتبارات مادية . أيكون لدين نحن هذا الاستعداد عينه! فالدافع الأساسي الذي يحركنا ينبغي أن يكون المحبة و ليس المنفعة المادية . من يخدم الرب لأجل المال فقط يكن مفلساُ من الناحية الروحية .