طريق في الغابة
خروج 13 : 17 - 22
و كان الرب يسير أمامهم ... ليهديهم في الطريق ( خروج 13 : 21 ) .
بنى الوالد في الغابة كوخاً لابنتيه الصغيرتين اللتين لهما من العمر خمس سنوات و ثلاث . ثم أعد لهما ملعباً قرب شجرة ساقطة . ولما كانت الأشجار خالية من الورق استطاعت الصغيرتان أن تريا مقصورة العائلة من مخبإهما . ولكن في الصيف لما غطى الورق الشجر و طلعت الشجيرات الشائكة ، ظنت الفتاتان أنهما في قلب الأدغال المخيفة . فما كان من أبيهما إلا أن أخذ الفأس و المنجل و فتح لهما طريقاً من باب المقصورة الخلفي إلى الملعب ، ومن ثم إلى الكوخ فإلى المقصورة من جديد . وهكذا شعرت الأختان بأنهما في مأمن لأن الممر كان سهلاً اتباعه . لعلنا نتمنى لو يشق لنا الله طريقاً عبر غابة المستقبل الكثيفة ، ولكن تلك ليست طريقته . على أنه لا يتركنا بغير هداية . ونحن نتعلم شيئاً عن طبيعته المتميزة بالمحبة عندما نتامل ما فعله لأجل الشعب قديماً لما غادروا مصر. فهو كان " يسير أمامهم " و يهديهم الطريق بواسطة عمودي السحاب و النار ( خروج 13 : 21 ) . و نحن اليوم لا تقودنا أشياء خارقة كالنار و السحاب . غير أن الله قد أعطانا مُرشداً أفضل جداً ، ألا و هو الروح القدس الساكن فينا ( يوحنا 14 : 26 ، غلاطية 5 : 16 – 18 ) . ربما لا يتراءى لك طريق واضح عبر متاهات الحياة الشائكة ، ولكنك إذ تتبع إرشاد الروح القدس و كلمة الله المكتوبة ، فلا بد أن تعرف أين تتوجه عندما تتوه في الطريق . ليس بك حاجة لأن تعرف أين تمضي ما دمت تعلم أن الرب مُرشدك .