أفضل من الكلام
أيوب 13 : 1 - 19
ليتكم تصمتون صمتاً ، يكون ذلك حكمة لكم ! ( أيوب 12: 5 ) .
عندما نكون في محضر محزونين أو متألمين ، قد نشعر بحاجة لأن نخفف هول المناسبة بكلام نقوله . فنحن نخشى أن نخذلهم إن لم نقل شيئاً . بل إننا قد نجنب أنفسنا المناسبات الحزينة خشية ألا ًّ نعرف ما نقول . و قد مرًّ الأديب ( جو بايلي ) باختبار مرير إذ فقد ثلاثة أبناء . و هاك وصفة لنوعين من التعزية تلقاهما في غمرة حزنه الشديد : " جاء أحدهم يحدثني عن معاملات الله و عن سبب سماحه بحدوث المصيبة الأليمة و عن الرجاء ما وراء القبر . ظل يتكلم كل حين قائلاً أموراً أعلم انها حق . إلا أنني لم أتأثر بشيئ ، عدا أنني وددت لو يقوم و يذهب . حتى إذا رحل اخيراً تنفست الصعداء ." ثم جاء آخر و جلس إلى جانبي . و لم يقل كلمة واحدة ، و لا سألني أي سؤال ، بل جلس قربي نحو ساعة و أكثر ، وكان يصغي بكل جوارحه عندما اقول أية كلمة ، ثم يجيب باقتضاب . و أخيراً ، صلى بكل بساطة و مضى . ولكم تأثرت ، بل تعزيت ! و قد شق عليًّ إنهاؤه الزيارة سريعاً . " و أيوب اختبر مثل هذه المشاعر . ففي حزنه ، التمس دعماً صامتاً من أصدقائه ، حتى قال : " ليتكم تصمتون صمتاً ، يكون ذلك حكمة لكم " ( أيوب 13 : 5 ) . إلا أنه ، عوضاً عن ذلك سئم من جراء كثرة كلامهم ( 16 : 2 ) . ففي المرة التالية التي فيها تزور أحداً في مناسبة حزن ، ليكن حضورك فقط خير تعزية له . صمت في محله أفصح من الكلام .